نهاية المطاف

حينما طلب منه مسئول شئون الموظفين مقابلة المدير ، استشاط غضباً في وجه محدثه والذي كان من جنسية عربية فقال له مسئول شئون الموظفين بكل برود ، فقط ابلغتك ما أُمرت به ، وكان لقاءناً سريعا مع السيد المدير لم يتعدى الخمس دقائق ، فقد قال له السيد المدير : نعلم يا محمد أحمد أنك كنت من الموظفين الأوائل في هذه المؤسسة ولك الفضل في تطورها ولكن واليوم وكما ترى فقد تدهور وضع المبيعات وأصبحت منتجاتنا لا تنافس السوق وبعد توجيهات المدير المالي الجديد فقد تم تنفيذ عدد من السياسات التي من ضمنها وللاسف الاستغناء عن خدمات بعض الموظفين ، ونسبةً لما قدمته طوال فترة عملك معنا فإنني أطلب منك البحث عن عمل آخر في خلال شهر وسيتم تسوية حقوقك مع المؤسسة بنهاية الشهر ، هنا دارت الدنيا سريعاً في وجه محمد أحمد وجاءه شريط الأحداث يتسابق إلى ذاكرته فقطعة الأرض التي استدنت من أجلها ودفعت نصف قيمتها من أين لي بتسيد باقي قيمتها وكيف سأرد الدين ، الصندوق الذي اشتركت فيه واستلمت حصتي فيه كيف لي أن استمر فيه ، مشروع الزواج وهل ستصبر الخطيبة أكثر من ذلك بعد أن وعدتها بأن الإجازة القادمة بإذن الله سيكون زواجنا، ومن ثَم كيف لي أن احصل على فرصة عمل جديدة الآن وأبدأ مشوار جديد، يا ربي وقد كنت وعدت الوالدة أن استقدمها بتأشيرة زيارة لأداء العمرة ومن ثم الحج إن قدر الله لها ذلك ، وشريط الأحداث يمر سريعاً في وجه محمد أحمد والسيد المدير ينتظر إفادة من محمد أحمد عن الوضع وترتيباته وتسليم عهدته لمسئول شئون الموظفين ، فيرد عليه محمد أحمد لم أكن اتوقع ويتمتم لم أكن أتوقع .... ، وهنا قاطعه صابر زميله في السكن يا محمد أحمد لم تكن تتوقع ماذا أقول لك قم وصلي العصر فإن وقت المغرب قد أزف وبماذا كنت تهمم في نومك هذا ، فقام محمد أحمد مزعوراً استغفر الله العظيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، لقد كان كابوساً مخيفاً وكله بسبب نوم العصر، فقام وتوضأ وصلى العصر وبعد الصلاة جلس مع نفسه وقال ولا ادري إن أصبح هذا الكابوس حقيقة ماذا كنت فاعلاً في مقبل الأيام