غانم تركمان المدير العام
عدد الرسائل : 297 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 05/08/2008
| موضوع: يان روس يكتب عن نهاية سيطرة الغرب عالميا 21st أكتوبر 2008, 07:03 | |
| يتحدث المؤلف يان روس في كتابه "ما الذي سيبقى منا؟: نهاية سيطرة الغرب عالميا"، عن الغرب باعتبار انتمائه إليه.
الكتاب جاء في أربعة فصول هي: تحولات تاريخية زمنية، البرابرة ونحن.. كيف أصبح الغرب وما هي حقيقته؟، - الإمبراطورية ترد الضربة.. أوهام النصر بعد 1989، و بعد خسارة السيطرة.. كيف يحافظ العالم الحر على بقائه؟
ينطلق المؤلف من محطة تفجيرات نيويورك وواشنطن عام 2001، فيشير كيف أراد بوش الابن جعلها نقطة انطلاق حقبة جديدة تجعل من مطالع القرن الحادي والعشرين الميلادي بداية "الحرب على الإرهاب" أو "الحرب ضد الإسلام" أو "الهيمنة الأميركية عالميا"، ولكن لا يصدُق شيء من هذه العناوين على هذه المرحلة كما يقول المؤلف، فالعنوان الأصح هو "سقوط الغرب".
في الفصل الثاني وفق ما كتب نبيل شبيب في "الجزيرة" حديث مفصل عن الجذور التاريخية للوعي المعرفي الغربي، فيعود المؤلف إلى أعماق تاريخ المواجهات العسكرية وعصر الإمبراطوريات القديمة.
ثم يستشهد بالأديب والشاعر الروسي جوزيف برودسكي عام 1985 اللاجئ إلى الولايات المتحدة عن إسطنبول بعد زيارة لها، وكيف أنه لم يترك صفة سلبية إلا ووصم بها أهلها من حقبة بيزنطة "الأورثوذكسية" إلى حقبة الخلافة العثمانية.
وقد استعار من ديكارت عبارة أنا أفكر فأنا موجود، ليستخرج منها وصفا للفرد الشرقي "أنا أذبح.. فأنا موجود"، وحاز بعد ذلك على جائزة نوبل للأدب!..
وفي تلك الحقبة الاستعمارية ازداد انتشار ظاهرة "أنا" الغربي و"الآخر"، وتحولت إلى معادلة الحضارة والتخلف، والحرية والاستبداد، والإنجاز والعجز، ومن خلال ذلك حق السيطرة وبدهية خضوع الآخر.
وهنا يأتي الاستنتاج الرئيسي وهو أن "انهيار الغرب عملية تفاعلية داخلية أشبه بمسيرة حياة بيولوجية مالت إلى نهايتها مع حتمية السقوط بعد فترة ازدهار حضاري".
تحت عنوان "الإمبراطورية ترد الضربة.. أوهام النصر بعد 1989".. يتناول المؤلف في الفصل الثالث أخطاء الحملة الأميركية الجديدة للهيمنة، ويتعمد تأريخها بما بعد عام 1989، أي تاريخ سقوط المعسكر الشرقي.
ويبحث المؤلف في الفصل الرابع عن سبل محافظة الغرب على بقائه، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويفسر نظرية هنتنجتون بأنه لم يطرح من خلالها "الصراع" للسيطرة بالمنظور الغربي، بقدر ما طرح المخاوف من السقوط وبالتالي الصراع من أجل البقاء.
خوف هنتنغتون من سقوط الحضارة الغربية بدأ يتحقق، أما تصدير "الليبرالية" كما بدأت مشاريع تنفيذه عام 1989 على أساس نظرية فوكوياما فمحكوم بالإخفاق، فما يعتبره الغرب "عالميا" ويفخر به، تتبناه "أقليات" في مجتمعات غير غربية، ويصبح عملها على تسويده "إمبريالية" غربية.
وفي خاتمة الفصل الرابع يؤكد المؤلف مجددا أن الغرب ما يزال يملك مقومات الاستمرار اقتصاديا وعسكريا، بل يملك رصيد "حماية حد أدنى من المستوى الحضاري في غابة الصراع على السلطة والأزمات الاقتصادية".
ويشيد بقول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 2004 عن المهمة الأميركية إنها "ليست حل كافة مشاكل العالم بل العمل على إيجاد عالم نحب العيش فيه عندما لا نكون القوة الكبرى الوحيدة فيه". --------- محيط | |
|