[b] أمــورة الـحـافـلـة
(لطفى) في العقد الخامس و مولع بحب (الوجه الناعم) وعلى الرغم من أنه تجاوز مسألة (التثليث) ويوشك على (التربيع) .. إلا أنه حريص على (صبغ) شعره إلى أسـود يـعطيه عمراً أقل بكثير وقد حباه الله (بشـعر) كثيف لم تطاله عوامل (التعرية) !! و يعتنى بهندامه ودائماً (آخر تطقيم) !!
قص (لطفى) حكاية تعرض لها.. فقال: ركبت الحافلة فى طريقى للعمل .. وجلست جوار فتاة تقول للقمر قوم أنا أقعد محلك) لبس أيه؟ .. بنطلون أيه؟ بلوزة أيه؟ حاجه تجنن وما أن جلست حتى بادرت وهى تبتسم:
- مرحبا .. قلت: مرحبتين أهلا .. لكنها ظلّت تنظر داخل (شنطة يدها) وهى تقول إنت ماشي وين كدة فى إندهاش رطب أجبتها : - نازل الخرطوم ..
- وين بالظبط كده ؟ قاعة الصداقة - (وهى تبحث داخل الشنطة) : ألحقك هناك ؟ -طبعا ما ى أى مانع..
- خلاص نمشى الليلة (هيلتون) نتغدى هناك أيه رأيك؟ يقول (والحديث للطفى) أن مسـالة (هيلتون دى) جعلته (ينكمش) قليلا فجيوب تعانى من (السخونة) لا سيما أن الدنيا (آخر شهر) كما أن الموضوع (غداء وكده) لو كان (عصير) وبارد، كان (تتباصر) !! بدأ الكمسارى (يطقطق) بيده فأخرجت محفظتى بسـرعة حتى لا تحاول (الأمورة) أن تقطع لى وأشرت له بيدى عليها بينما كانت منهمكة بالنظر داخل شنطة اليد تبحث فيها عن تلك (الحاجة) الرايحة. شـعرت بإرتياح وهى تتقبل حكاية أنى أدفع ليها على الرغم من عدم رؤيتها لى. فجأة تركت النظر داخل (شنطتها) ونظرت ناحيتى - وأنا أجلس ملاصق للشباك وقالت: الليلة الجو جـو ووول!
إنت الليلة ما شغال؟؟ - الشغل يطير فى السماء ده جو شغل هسع !!- طيب أها بعد الغداء بتقترح نمشى وين؟
هنا أصاب تفكيره (الشلل الإرتعاشى) فالسؤال وإرتباطه بحالة الجو يبدو أنه يخبئ شيئاً داخله.
يواصل ويقول - إستجمعت قواى وبنبرات قوية هتفت: - نمشى إن شاء الله السما الاحمر هو أنا لاقيكى وين؟
هنا فوجئت بها وقد إلتفتت نحوي إلتفاتة كاملة وهى تنتزع سماعة الموبايل من أذنها الأخرى وهى تقول لى:
- وبعدين معاك ياخى حرام عليك يا استاذ ما عارفه اكمّل كلامى فى الموبايل ده !!
يقول(لطفى) تمنيت أن تبتلعنى الارض لتفت نحوي الركاب يستطلعون الامر وبإختصار نزلت فى أقرب حتة.